ان خرطوم الفيل عبارة عن أنف وشفة في نفس الوقت..ولقد اقتضت طبيعة هذا الحيوان وتكوينه الجسماني أن يكون الأنف بهذا الطول،وذلك لأن جسمه ضخم وثقيل،كما أن
أرجله الأربع التي تحمله ضخمة ومستقيمة،وكذلك نجد أن رأسه كبير وعنقه صغير
وهذا يجعل الفيل غير قادر على الانثناء أو الانحناء حتى يلتقط الطعام من الأرض.
وهناك أيضا سنتان اماميتان طويلتان في فكه العلوي وقد وجدتها فيه لكي يدافع بهما
عن نفسه حيث يبقر بهما بطون المعتدين ويخرج أحشائهم،السنتان تجعلانه غير قادر
على الاقتراب من الطعام سواء كان على الأرض أو على أفرع الشجر حيث تبعدان
فمه عن أي شيئ،وهنا كان لابد من وجود فم طويل،ولكن الفم لم يطل،ولكن الأنف هو الذي قام بهذه المهمة،واقتضت الحكمة الالهية أن يكون في هذه الأنف الطويل قوة اليد
وحساسية الشفتين.فهو يستطيع بطرف هذا الخرطوم أن يقطع فرعا من الشجر،وفي نفس الوقت يستطيع التقاط حبة صغيرة من الفول.كما أنه يرتشف الماء ليصبه في الفم اذا أراد
أن يشرب،أو يرش الماء على جسده ليبرد من حرارة شديدة.كما أن للخرطوم دورا هاما في الشم حيث انه يتحسس الخطر،وكذلك يحس باقتراب الطعام منه،وهذا كان ضرورة
نظرا لضعف نظره.
إرسال تعليق